حل معالي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، مساء الإثنين 8 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق 9 ديسمبر 2024م، ضيفًا على برنامج “في الصورة” مع الإعلامي عبد الله المديفر، في لقاء موسع تناول مختلف الجوانب المتعلقة بمشروع قطار الرياض ومشروع النقل العام في العاصمة.
افتتح معالي المهندس إبراهيم السلطان حديثه بالإشارة إلى الاحتفاء الشعبي الواسع بإطلاق قطار الرياض الذي حظي برعاية ملكية كريمة، مؤكدًا أن المشروع يُعد هدية من القيادة الرشيدة للمواطنين والزوار. واستعرض مراحل انطلاق المشروع مشيراً إلى أنه ثمرة الرؤية الاستشرافية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حين كان أميرًا لمنطقة الرياض ورئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض– حيث وجَّه -أيده الله- عام 2004م بإجراء دراسات شاملة لتطوير نظام نقل عام متكامل في العاصمة. وأوضح أن تلك الجهود توجت بوثيقة أعدتها الهيئة ورُفعت للمقام السامي، لتصبح أساسًا لتنفيذ المشروع.
كما نوَّه معاليه بالدعم والمتابعة الحثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، مشيرًا إلى أن دعمه وتوجيهاته كان لها دور محوري في التغلب على التحديات، خاصة خلال جائحة كورونا التي أثرت على سلاسل الإمداد والعمالة، مما ساهم في تجاوز العقبات وإنجاز المشروع وفق أعلى المعايير العالمية.
أشار معالي السلطان إلى أن قطار الرياض يُعد إنجازًا سعوديًا طموحًا ومتكاملاً على كافة الأصعدة، بخدمات ومرافق مميزة وفق أعلى المعايير العالمية، وتصميم معماري أصيل يدمج بين عراقة الماضي وحداثة المستقبل، ليوفّر تجربة مميزة لسكان العاصمة وزوارها. ونوَّه إلى مشاركة أسماء عالمية في تصميم المحطات الرئيسة مثل زها حديد ومجموعة سنوهيتا النرويجية، مما جعلها أيقونات معمارية تجمع بين الجمال الوظيفي ومتطلبات العمارة الحديثة.
أوضح معالي السلطان أن المشروع سيسهم في تخفيف الازدحام المروري بنسبة 20-25%، وتوفير الوقود، وتقليل الانبعاثات الملوثة للبيئة، إضافة إلى تحقيق عائد اقتصادي يصل إلى 3.5 ريال لكل ريال أنفق على المشروع. كما أشار إلى أن القطار سيعزز من ثقافة الالتزام بالوقت وممارسة رياضة المشي والتواصل الاجتماعي بين سكان العاصمة.
أوضح معاليه أن المشروع يتضمن ستة مسارات تمتد على طول 176 كيلومترًا، تربط مختلف أنحاء الرياض. وذكر أن المرحلة الأولية تستهدف استيعاب مليون و300 ألف راكب يوميًا، مع خطط مستقبلية لزيادة السعة إلى 3 ملايين و600 ألف راكب يوميًا، وشدد معاليه على دور حافلات الرياض كعامل مهم في تكامل مشروع النقل العام بالعاصمة وكرافد رئيس لتجربة المستخدمين في قطار الرياض.
أوضح معاليه أنه خلال الأسبوع الأول من تشغيل المشروع، استقطب القطار 1.9 مليون راكب، مما يؤكد حماس السكان لتجربة هذه الوسيلة الحديثة. وأوضح معاليه أن العمل جارٍ لتحسين الخدمة بناءً على ملاحظات الركاب وتحديث تطبيق “درب” للارتقاء بالتجربة التقنية، بالإضافة إلى توفير وتحسين خدمات “الميل الأول والأخير” لتقديم تجربة تنقّل مريحة وميسّرة تخدم احتياجات المستخدمين وترفع من كفاءة المشروع وشموليته للسكان والزوار.
اختتم اللقاء بإشارة معاليه إلى خطط التوسع المستقبلية لقطار الرياض، التي تشمل تنفيذ امتداد المسار الأحمر بطول 10 كيلومترات تقريباً ليصل إلى الدرعية، مشتملاً على 3 محطات من بينها محطة رئيسة، بالإضافة إلى مسار لربط الدرعية بالقدية، إلى جانب بعض الخطط التي لا تزال تحت الدراسة حالياً، وهو ما يعزز مكانة الرياض كواحدة من أبرز المدن العالمية التي تمتلك شبكة نقل عام متكاملة، وأكد معاليه أن قطار الرياض ليس مجرد وسيلة نقل، بل خطوة نحو مستقبل أكثر استدامة لعاصمة المملكة.
لمشاهدة اللقاء كاملاً على منصة يوتيوب