رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العليا للتطوير مدينة الرياض، رئيس مجلس المرصد الحضري لمدينة الرياض، صباح الثلاثاء 11 جمادى الآخرة 1439هـ، حفل افتتاح الملتقى الثاني للمرصد الحضري لمدينة الرياض، الذي نظمته الهيئة العليا في قصر الثقافة بحي السفارات، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة.
وقال سمو الأمير فيصل بن بندر، في كلمته خلال افتتاح الملتقى، “إن مدينة الرياض، تشهد كسائر مدن المملكة في هذا العهد الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، وسمو ولي عهد الأمين، حفظه الله، نهضة حضارية شاملة، عززّت من دور العاصمة الوطني، ومكانتها الدولية المرموقة، وزادت من قدراتها الاقتصادية وجاذبيتها الاستثمارية، وساهمت في النهوض بمرافقها وقطاعاتها الحيوية بما انعكس على مستوى جودة الحياة في المدينة، إلى المكانة اللائقة بها بين مدن العالم الحديثة”.
تمكين صنَّاع القرار من تقييم أداء القطاعات المختلفة
وأضاف سمو رئيس الهيئة العليا: “من أجل توجيه هذه النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المدينة، ومواصلة العمل لتحقيق مستقبل أفضل بمشيئة الله، في ظل توجهات “المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض”، وأهداف “رؤية المملكة 2030″، تأتي أهمية المرصد الحضري لمدينة الرياض، الذي يعمل على رصد سير عمليات التنمية الحضرية في المدينة بجميع جوانبها، وإنتاج مجموعة من المؤشرات الحضرية الشاملة لكل ما يختص بإعداد السياسات والبرامج التنموية، لتمكين صنَّاع القرار، والقطاعات المختلفة من تقييم أدائها وتطويره”.
وأكد سمو الأمير فيصل بن بندر، أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تؤمن بأن الجميع شركاء في مسيرة التنمية التي تشهدها المدينة، وقال: “إن من شأن المرصد الحضري، الذي تشارك فيه كافة القطاعات المعنية في المدينة، الحكومية منها والأهلية والمجتمع المدني، المساهمة في تيسير الوصول إلى المعلومة المطلوبة وربطها بسياسات التنمية في المدينة، ومساندة كافة أعمال التخطيط والإدارة المحلية، وتعزيز ثقافة المتابعة والمراقبة والتقويم، وصولاً إلى رؤية مشتركة تحدّد أولويات العمل المستقبلي في مختلف جوانب التنمية”.
أداة فاعلة لتقييم الواقع واستشراف المستقبل
وفي كلمته خلال الملتقى، أشار معالي المهندس طارق بن عبدالعزيز الفارس عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، إلى أن مدينة الرياض، تتمتع بثقل حضاري واقتصادي كبيرين، علاوة على دورها الوطني الهام ومكانتها الدولية المرموقة، منوهاً إلى أن المدينة تمثل أحد النماذج الحضرية الرائدة بين مدن المنطقة، بما تشهده من نمو وازدهار في العديد من قطاعاتها الحيوية، والذي تحقّق بفضل المولى جل وعلا، ثم بالدعم والرعاية الكبيرين اللذين تحظى بهما المدينة كسائر مدن المملكة، من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حفظه الله.
56 جهة تشارك في أعمال مرصد الرياض الحضري
وأضاف معالي رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، “إن تأسيس المرصد الحضري لمدينة الرياض وإعلان مؤشراته الحضرية، شكّل تتويجاً لرحلة طويلة من الدراسات والخطط والمشاريع، التي شهدتها المدينة في طريق توجيه قرارها الاستراتيجي، وتطوير واقعها الراهن، واستشراف مستقبلها الواعد بمشيئة الله. مشيراُ إلى أن المرصد يعمل بمشاركة 56 جهة من كافة القطاعات في المدينة، على رصد سير عمليات التنمية الحضرية للمدينة في جميع جوانبها، وإنتاج مجموعة من المؤشرات الحضرية الشاملة لكل ما يختص بإعداد السياسات والبرامج التنموية، لتمكين القطاعات المختلفة من تقييم أدائها وتطويره، ومقابلة المتغيرات المستجدة وذات الإيقاع السريع، فضلاً عن تسهيل المرصد لمتابعة تطبيق الخطط والسياسات، ومراقبة الإنجاز”.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية للملتقى، جرى عرض فيلم وثائقي عن المرصد الحضري بمدينة الرياض، قدّم تعريفاً بالمرصد ومراحل تأسيسه ودوره في رصد سير عملية التنمية الحضرية، كما كرّم سمو رئيس الهيئة، أعضاء اللجنة التنفيذية للمرصد الحضري التي تتكون من كافة القطاعات في المدينة، ودشّن موقع المرصد الإلكتروني على شبكة الأنترنت، على الرابط: http://www.adacdc.sa
أهداف التحول إلى المراصد الذكية
وتضمن الملتقى الذي عقد ليوم واحد، جلستي عمل، أقيمت الأولى، تحت عنوان: (الأهداف والمعايير والتحول إلى المراصد الذكية) وترأسها معالي الدكتور فهد بن سليمان التخيفي رئيس الهيئة العامة للإحصاء، قدّم خلالها الدكتور ناتالي ملباش بوش، الرئيس الإقليمي لفريق النمو الشامل والتنمية المستدامة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورقة عن: ” أهداف التنمية المستدامة 2030″.
كما قدّم الدكتور بلاشندارا باتيل، من قسم الدراسات بمركز للتكنولوجيات المستدامة في المعهد الهندي للعلوم، ورقة عن: “بناء المعايير المرجعية للمؤشرات الحضرية”.
وبدوره، قدمّ الدكتور جورا مبوب، الرئيس والمدير التنفيذي للمرصد العالمي للبحوث في نيويورك، والرئيس السابق للمرصد الحضري العالمي لموئل الأمم المتحدة، ورقة تحت عنوان: “تحويل المراصد الحضرية إلى مراصد ذكية”، لتختتم الجلسة الأولى أعمالها بنقاش حول موضوعات أوراق العمل التي قدمت خلالها.
فيما جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان “المراصد الحضرية” وترأسها/ عبدالله بن محمد السبيل نائب مدير عام المعهد العربي لإنماء المدن، وافتتحت الجلسة الثانية من الملتقى، بورقة عن المرصد الحضري الوطني، قدمها الدكتور محمد بن موسى الفريدي، مدير المرصد الحضري الوطني بوزارة الشؤون البلدية والقروية.
دراسة قياس الرضا لسكان مدينة الرياض
بعدها قدم المهندس عبدالرحمن الوهيبي من المرصد الحضري بمدينة الرياض، ورقة عن “دراسة قياس الرضا لسكان مدينة الرياض” التي أعدتها الهيئة العليا لاستطلاع رضا السكان عن جودة الحياة في مدينة الرياض، ورصد توجهات واهتمامات السكان بشأن مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق، والقضايا الحضرية والتنموية في المدينة، والكشف عن اتجاهات واحتياجات السكان المستقبلية.
وأظهرت الدراسة، أن 76% ممن شملهم الاستطلاع اعتبروا أن جودة الحياة في مدينة الرياض ”أصبحت أفضل مما كانت عليه قبل خمس سنوات” وأنهم راضون بشكل كبير عن حياتهم، فيما أشار 88% من السكان إلى أنهم واثقين في مستقبلهم ويتوقعون الأفضل خلال الخمس سنوات القادمة بمشيئة الله، ومن بين أسباب هذا النتيجة، ارتفاع شعور السكان بالثقة والتفاؤل بعد إطلاق (رؤية المملكة 2030).
نتائج المؤشرات الحضرية لمدينة الرياض
وخلال الجلسة، قدّم المهندس عبدالرحمن بن عبدالله السلطان، المدير التنفيذي للمرصد الحضري لمدينة الرياض، عرضاً لنتائج “المؤشرات الحضرية لمدينة الرياض لعام 1438هـ”، التي أقرتها الهيئة العليا في اجتماعها الأول لعام 1439هـ، والتي أظهرت تقدما إيجابيا حققته المدينة في العدد من مؤشراتها، بالمقارنة مع نتائج الرصد السابقة، بحمد الله.
وقد اشتملت، هذه المؤشرات على 117 مؤشراً تناولت أهم القضايا الحضرية في المدينة ضمن 10 محاور رئيسية تُمثّل الهيكل العام للمؤشرات، تغطي النطاق الجغرافي للمدينة، وتشمل: (المؤشرات التعريفية، الخدمات العامة، التنمية الاجتماعية، التنمية الاقتصادية، النقل المستدام، تنمية وتطوير البنية التحتية، الإسكان، البيئة المستدامة، الإدارة المحلية، والترفيه).
بعدها استعرضت أبرز توصيات الدورة الثانية للمرصد الحضري لمدينة الرياض، وخطوات المرصد المقبلة بمشيئة الله، حيث تبادل المشاركون والحضور، الآراء والمقترحات، حول أفضل التجارب العالمية، والدروس المستفادة التي تساهم في تعزيز دور المرصد الحضري، كأداة قيّمة لترشيد القرار الاستراتيجي، وتشخيص واقع المدينة، واستشراف مستقبلها بمشيئة الله.