رأس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، اجتماع لجنة الإشراف على الاستفادة من مزرعة الثمامة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ودشن عدداً من المشاريع البيئية والترويحية، خلال زيارة سموه للمتنزه ظهر الخميس 6 جمادى الآخرة 1436هـ.
وعبّر سموّه في تصريح لوسائل الإعلام، عن سعادته البالغة بزيارة المتنزه، قائلاً: “هذا اليوم كان يوما مشهوداً، وأنا شخصيا أعتبره من أفضل الأيام، لما شاهدته من منشآت عظيمة وأفكار تجسد النهضة الحضارية التي تقبل عليها المملكة وعاصمتها بمشيئة الله في جانب حماية البيئة والحفاظ عليها وتطويرها، وإيجاد المتنزهات الطبيعية المتكاملة الخدمات والتي تلبي كافة احتياجات العائلات والشباب من الرحلات البرية”، مشيراً سموّه، إلى أنه جرى خلال الزيارة، وضع حجر الأساس لمشروع مخيمات الشباب، وافتتاح المرحلة الجديدة من مشروع المخيمات البرية التي جرى تشغيل مراحلها الأولى في السابق، وحققت إقبالاً واسعاً من قبل المرتادين.
وتابع سمّوه بأنه جرى الاطلاع على برنامج إعادة الغطاء النباتي بمنطقة الرياض، والذي سخرت فيه الهيئة العليا طاقاتها وخبراتها وكوادرها المتخصصة، لتقدم أكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم لاستزراع النباتات المحلية في أرض الثمامة، وفق أحدث الطرق العلمية وبالاستعانة بأفضل التجارب والخبرات من عدد من دول العالم، داعياً الله العلي القدير، أن يحقق هذا المشروع النجاح المنشود، وأن يساهم في حماية بيئة الرياض وتطويرها.
وأشار سمو الأمير فيصل بن بندر، إلى أنه جرى خلال الزيارة وضع حجر الأساس لمركز الخيل العربية في الثمامة، الذي يعد استكمالا لمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية في ديراب، والذي يتكامل مع بقية العناصر العلمية والترويحية والرياضية القائمة والجاري إنشائها في المتنزه، والتي شكّلت منظومة متكاملة من العناصر الجميلة والجاذبة التي يجري التخطيط لها ضمن المخطط الشامل لمتنزه الثمامة، ويجري تصميمها وتنفيذها من قبل الهيئة العليا وشركائها من الجهات المعنية في المتنزه، وفق أعلى المواصفات والمعايير البيئية العالمية.
وعبّر سمو رئيس الهيئة، عن شكره وتقديره لجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما حافظ على بيئة هذا المتنزه الزاخرة بالحياة الطبيعية المتنوعة، كما عّبر سموه عن تطلعه إلى إنجاز المشاريع القائمة في المتنزه في القريب العاجل بمشيئة الله، وتحقيق الرؤية المستقبلية لتطوير المتنزه التي وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، حينما كان أميراً لمنطقة الرياض ورئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وسار على ضوئها أمراء الرياض من بعده.
وقدّم سموّه، الشكر لصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية، ومعالي المهندس عبدالرحمن الفضلي وزير الزراعة ـ اللذين رافقا سموه خلال الزيارة ـ على التعاون والشراكة في عدد من أعمال التطوير في المتنزه، كما قدّم سموه الشكر لمعالي عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، ومنسوبي الهيئة على جهودهم في تطوير المنتزه التي يقطف سكان الرياض ثمارها اليوم بحمد الله.
ودعا سموه رجال الأعمال والمستثمرين إلى المبادرة بالاستثمار في الفرص الاستثمارية التي يحتضنها المتنزه، مشيراً سموه إلى أن الاجتماع أقر طرح عدد من الأنشطة والمشاريع للاستثمار أمام القطاع الخاص.
وقال سموه في ختام تصريحه: أدعو المتنزهين إلى المساهمة في الحفاظ على بيئة هذا المنتزه الوطني الرائع، والمشاركة في رعايته، لكونه ثروة طبيعية أنعم الله جل وعلا بها علينا، ومن واجبنا الحفاظ عليها للأجيال في المستقبل.
وأوضح معالي عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم بن محمد السلطان بأنه تم الاطلاع خلال الاجتماع على سير العمل في تطوير عناصر المخطط الشامل لمتنزه الثمامة الذي يتضمن مجموعة متكاملة من البرامج والمشاريع الرئيسية، وأشار إلى أنه تم في هذا السياق إنجاز 123 مخيماً من المخيمات البرية، فيما يتم إعداد التصاميم اللازمة لـ 243 مخيماً من المخيمات اليومية العائلية، كما يجري العمل على إنهاء شبكة الطرق المحلية المؤدية لمواقع المخيمات البرية، وإنشاء سياج حول الطرق لمنع تجاوز السيارات إلى المناطق البيئية الحساسة.
وبيّن أن الاجتماع، وافق على طرح تصميم وتنفيذ وتشغيل الأنشطة الشبابية التي تجاور مواقع مخيمات الشباب في المتنزه في مزايدة أمام القطاع الخاص، كما وافق على طرح مركز الخدمات في منطقة المدخل الرئيسي للمُتنزه، في مزايدة أمام القطاع الخاص، حيث سيخدم المركز كلاً من زوّار المتنزه ومنطقة الثمامة في آن واحد بمشيئة الله، وسيشتمل المركز على: محلات تجارية، ومطاعم، ومحطة خدمات للسيارات، ودورات المياه وغيرها.
كما وافق الاجتماع على ترسية مُزايدة تأجير المُخيمات البرية في متنزه الثمامة بمدينة الرياض على مجموعة الهنوف للمقاولات لمدة تأجير قدرها خمس سنوات، كما تعمل الهيئة العليا على الإعداد لترويج بعض الفرص الاستثمارية على القطاع الخاص في المتنزه بناءً على دراسة الجدوى الاقتصادية التي أنجزتها أخيراً، وفي ضوء السياسات التي حددها المخطط الشامل للمتنزه.
كما يجري العمل على تجديد محطات وشبكات الكهرباء القائمة، وإضافة محطات لتزويد عناصر المتنزه الجاري تنفيذها بالطاقة، وإقامة محطة تحويل رئيسية لتوفير احتياجات عناصر المتنزه المستقبلية من الكهرباء بمشيئة الله، مع العمل على إيجاد مصادر أخرى تعتمد على الطاقة المتجددة لخدمة عناصر المُتنزه المُتباعدة وذات الاحتياج المنخفض.
وخلال زيارة سموّه للمتنزه، قام سمو رئيس الهيئة، بوضع حجر الأساس لمشروع مخيمات الشباب في متنزه الثمامة، التي تضم منطقة تخييم متكاملة الخدمات، تتكون من 130 مخيماً أنهت الهيئة العليا إعداد تصاميمها بسعات مختلفة لخدمة المجموعات الصغيرة أو الكبيرة.
وتقع هذه المخيمات ضمن المنطقة المخصصة لفئة الشباب في المتنزه، وتشتمل على العديد من الخدمات الأساسية كالمطبخ، ودورات المياه، وتجهيز وتنسيق المواقع.
كما دشن سموّه، المجموعة الثالثة من المخيمات البرية التي جرى تنفيذها بأحجام مختلفة وتجهيزها بكامل احتياجاتها من الخدمات اللازمة مع تنسيق المنطقة المحيطة بها لتشجيرها، وتوفير نظام إرشادي للمخيمات وتمهيد الطرق المؤدية لها، وتمثل هذه المخيمات امتداداً لما تم إنجازه سابقاً.
واطلع سموّه خلال الزيارة، على المعرض المقام لبرنامج إعادة الغطاء النباتي بمنطقة الرياض، حيث استمع سموّه إلى شرح عن أهمية البرنامج الذي تتولى الهيئة العليا تنفيذه ضمن برامج خطة حماية البيئة في مدينة الرياض، وبرامج الخطة التنفيذية للمخطط الاقليمي لمنطقة الرياض.
وأشار معالي المهندس إبراهيم السلطان، إلى أن البرنامج الذي يتم بالتعاون مع كل من: الهيئة السعودية للحياة الفطرية، وزارة الزراعة، أمانة منطقة الرياض، وهيئة الحدائق النباتية الأسترالية، يهدف إلى إعادة الغطاء النباتي في منطقة الرياض والحد من تدهوره، والتحكم في مسببات هذا التدهور، في الوقت الذي يعمل فيه على زيادة الغطاء النباتي في المناطق الطبيعية وإعادة تأهيلها، مثل الروضات والشعاب والأودية والنفود، وتنمية المناطق الرعوية، وإيجاد إدارة مثلى للرعي في تلك المناطق، والاستفادة ما أمكن من المناطق الزراعية المهجورة، وزيادة المناطق الخضراء (الأحزمة الخضراء) حول المدن والمناطق الحضرية، مع التركيز على استخدام الأصناف المحلية من النباتات ذات القدرة على التأقلم مع بيئة المنطقة الصحراوية وذات الاستهلاك المُنخفض من المياه.
وقد بين أن أبرز أعمال الهيئة العليا القائمة ضمن هذه البرنامج: برامج التشجير التجريبية في عدد من المواقع بالمنطقة، وإنشاء بنك للبذور بهدف إلى إكثار النباتات المحلية واستزراعها في مناطقها الطبيعية والمحافظة على الأنواع النادرة منها من الانقراض.
كما تفقد سمو رئيس الهيئة، موقع مشروع الدراسة العلمية لاستزراع النباتات المحلية في متنزه الثمامة الذي تجريها الهيئة العليا في المتنزه، ضمن برنامج إعادة الغطاء النباتي في المنطقة، وتضمنت زراعة واستنبات أكثر من 100 ألف شتلة، و200 ألف بذرة لأنواع مختارة من الأشجار والنباتات المحلية الصحراوية، وذلك باستخدام مجموعة من الاختبارات والقياسات العلمية الدقيقة لإيجاد أفضل الأساليب والطرق لاستزراع النباتات المحلية في بيئاتها الطبيعية، وبمشاركة نخبة من العلماء المختصين من داخل المملكة ومن كل من: أستراليا، بريطانيا، ألمانيا، وجنوب إفريقيا.
واطلع سموّه، على نماذج لشتلات النباتات المحلية المستخدمة في المشروع، وطرق زراعتها، وعمليات جمع البذور، والطرق المتبعة لمعالجتها لتهيئتها للإنبات.
وفي ختام زيارة سمو الأمير فيصل بن بندر للمتنزه، تفقد سموه بحضور معالي وزير الزراعة مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة الذي تقوم عليه الوزارة في المتنزه، والذي يهدف إلى إيجاد بيئات مفتوحة ومناسبة لتنمية سلالات الخيل العربية الأصيلة والاعتناء بها، ووضع سموه حجر الأساس لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير المركز.