يشّكل “مشروعَ المَلِك عبدِ العزيز للنقلِ العامِّ بمدينة الرياض – القطار والحافلات” أحد الركائز الرئيسية في مستقبل المدينة الحضري والاقتصادي بمشيئة الله، ويساهم في تغيير نمط الحياة في المدينة بما يتجاوز توفير خدمة النقل العام إلى تطوير الجوانب المرورية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والبيئية في المدينة، وذلك من خلال شبكتي القطار والحافلات، اللتان تعملان على احتواء متطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة بمشيئة الله، وتوفران خدمة تنقل حديثة وآمنة وسريعة في مختلف أرجاء المدينة.
وقد جرى تصميم كافة عناصر مشروع قطار الرياض التي تتكون من ستة مسارات بطول ١٧٦ كيلومتراً، ، وفق مواصفات تقنية وتصميمية عالية، من أبرزها استخدام نظام القطارات الآلي (بدون سائق)، وتتوزع مسارات شبكة القطار بين ثلاثة مستويات: أنفاق تحت الأرض بنسبة تبلغ ٤٢٪، ومسارات على سطح الأرض بنسبة تبلغ نحو١١٪، ومسارات على الجسور بنسبة ٤٧٪.
يشتمل المشروع على إنشاء ٨٥ محطة للقطار، من بينها أربع محطات رئيسية يلتقي فيها عدد من مسارات الشبكة، وتم تصميم المحطات على عدة مستويات وفق تصاميم معمارية حديثة، على أن تكون جميعها مكيفة، وتشتمل على وسائل الراحة والسلامة للركاب، وتتضمن أنظمة معلومات الرحلات، فيما ستحتضن بعض المحطات الرئيسية محلات تجارية ومواقف للسيارات.
وتعد محطات المشروع الأربع الرئيسية، (محطة مركز الملك عبد الله المالي، محطة العليا، محطة قصر الحكم، والمحطة الغربية) أحد أبرز عوامل الجذب للركاب في المشروع، وذلك لوقوعها في مناطق عالية الكثافة وعند تقاطع مسارات القطار والحافلات، إضافة إلى تقديمها خدمات متنوعة مساندة لنظام النقل العام، حيث تتضمن مواقف عامة للسيارات، ومنافذ لبيع التذاكر، ومحلات تجارية، خدمات تجارية ومطاعم ومقاهي، ومواقع للاستثمار ومكاتب خدمة العملاء، مع التركيز على المتطلبات الوظيفية.
تمثّل المحطات الرئيسية الأربع في المشروع، “قيمة مضافة” لمشروع النقل العام، وعاملاً لتحسين البيئة العمرانية في المدينة، حيث جرى تصميمها باستخدام مواد مُستدامة، مع الاعتناء بالنواحي التشغيلية ومتطلبات الصيانة مُستقبلاً.
وقد أسند تصميم هذه المحطات إلى أربعة من أكبر المكاتب الهندسية في العالم، بعد إجراء مسابقة شاركت فيها مكاتب من مختلف أنحاء العالم للفوز بتصميم هذه المحطات، حيث فازت (شركة زها حديد من بريطانيا) بتصميم محطة مركز الملك عبدالله المالي، وفازت (شركة سنوهيتا من النرويج) بتصميم محطة منطقة قصر الحكم، فيما فازت (شركة جيربر من ألمانيا) بتصميم محطة العليا، وفازت (شركة دار الدراسات العمرانية من السعودية) بتصميم المحطة الغربية.
يضم المشروع ١٩٠ قطاراً ، جرى تصنيعها من قبل ثلاثة من أكبر مصنعي عربات القطارات في العالم (شركة SIEMENS الألمانية)، و(شركة BOMBARDIER الكندية)، و(شركة ALSTOM الفرنسية)، وتتميز بتصميمها العصرية التي نفذتها (شركة Avant Premiere of France الفرنسية) وجاء على شكل “وجهِ مبتسمِ” ليجسّدُ ترحيبَ قطار الرياض بسكانِ وزوّارِ المدينة, إلى جانب استخدام لون مختلف لكل مسار على عربات القطار وجوانب الجسور واللوحات الإرشادية ليتمكّنَ الرُّكابُ مِن الانتقالِ بسهولةٍ عبرَ المدينة،
كما تعكِسُ التصاميم الداخلية للقطاراتُ الثقافة السعودية من خلال تصميم أغطية المقاعد برسومات مستوحاة من العمارة التقليدية في منطقة الرياض، وتصميم المقبض الاستناد الذي يتوسط عربات القطارات على شكل “نخلة”.
يتكون كل قطار في المشروع من مقصورتين أو أربع مقصورات، في الوقت الذي يتوزع فيه كل قطار إلى ثلاث فئات (الدرجة الأولى، العائلات، الأفراد) عبر فواصل مرنة يتم عبرها تقسيم عربات القطار، في الوقت الذي يمكن فيه تخصيص عربات القطار بالكامل لفئة محددّة عبر مركز التحكم عند الحاجة إلى ذلك.
تتميز القطارات في المشروع بمعاييرها العالية في جوانب الراحة والأمان، وتجهيزاتها وتقنياتها الأحدث من نوعها في صناعة عربات القطارات في العالم، المتمثلة في شاشات العرض الإلكترونية، وأنظمة المعلومات المرئية والسميعة للتواصل مع الركاب، ونظم الاتصالات والإضاءة والتكييف، إضافة إلى أنظمة التحكم في الأبواب الكهربائية، ونظم الأمن والسلامة، وكاميرات المراقبة داخل المقصورات.
وقد راعى تصميم عربات قطار الرياض، متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وانسجامه مع متطلبات النظافة والصيانة وفق خصائص البيئة الطبيعية في مدينة الرياض، حيث جري تصنيع كافة عناصر وتجهيزات القطارات الداخلية والخارجية، باستخدام المواد الأعلى جودة ومتانة، والأكثر تحملاً وملائمة للأحوال الجوية السائدة في المدينة.
يشتمل المشروع على ٢٥ موقعاً لمواقف عامة للسيارات (Park & Ride) على مختلف مسارات شبكتي القطار والحافلات في معظم أجزاء المدينة، بهدف تسهيل استخدام الشبكتين بدلاً من استخدام السيارة الخاصة في التنقل داخل المدينة. وصمّمت مباني مواقف السيارات ضمن المشروع بسعات مختلفة تتراوح ما بين ٢٠٠ و ١٠٠٠ سيارة.
كما يضم سبعة مراكز للمبيت والصيانة، ومبنى مركز التحكم والتشغيل لنظام النقل العام بمدينة الرياض، يتولى عمليات تشغيل النظام بكافة مستوياته, وتحقيق التكامل بين شبكتي الحافلات والقطارات، إلى جانب احتضان المركز لإدارة خدمة الركاب، وإدارات المراقبة الأمنية والسلامة، والمكاتب الإدارية، والمكتبة، وقاعات للتدريب والخدمات المساندة.
وبمشيئة الله، يستوفى مشروع قطار الرياض، كافة متطلبات الأمن والسلامة للركاب والمنشآت، وذلك من خلال تزويد العربات والمحطات بأنظمة متطورة للمراقبة، تعمل بواسطة الكاميرات وأنظمة الإنذار المبكر، ونظم إطفاء الحريق، إلى جانب توفير أنظمة السلامة في الأنفاق، ونظم الاتصالات التي تتيح التواصل الفوري مع مركز التحكم والتشغيل والجهات الأمنية المختصة.
لضمان تزويد المشروع بمتطلباته من الطاقة الكهربائية، قامت شرِكةُ الكهرَباءِ السُّعودية ببناءِ أربعِ محطاتٍ كهرَبائيةٍ جديدةٍ وتوسعة ثماني مَحطاتٍ أخرى في مدينة الرياض، لتغطية احتياجات المشروع من الطاقة.
يشكل مشروع حافلات الرياض، العنصر الثاني من مشروع النقل العام بمدينة الرياض، الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ويشتمل المشروع، على إنشاء شبكة للنقل بالحافلات تتكون من ٢٤ مساراً، وتمتد لـ ١٩٠٠ كيلو متراً لتغطي كامل مدينة الرياض، عبر ١٠٠٠ حافلة مختلفة الأحجام والسعات تبلغ طاقتها الاستيعابية الإجمالية ٩٠٠ ألف راكب يومياً، يتم تصنيعها وفق أعلى المواصفات من قبل كبرى شركات صناعة الحافلات في العالم.
وتتوزع شبكة الحافلات بين أربع مستويات مختلفة، بما يساهم في تعزيز دورها كرافد رئيسي لشبكة القطارات، ووظيفتها كناقل رئيسي للركاب ضمن الأحياء وعبر المدينة، وبما يحقق التكامل مع شبكة القطارات، ويتوافق مع التوسع المستقبلي للمدينة وخططها العمرانية، ويعزّز من عملية الربط بين مراكز التوظيف والمراكز التجارية بالأحياء، إضافة إلى دور هذا التقسيم في تقليل حجم حركة السيارات على الشوارع والطرق.
وضمن مشروع شبكة حافلات الرياض، تتسارع الأعمال في استكمال أعمال تنفيذ البُنية التحتية لمسارات الحافلات ذات المسار المخصص BRT في كافة مراحله الأولى والثانية والثالثة بمختلف أرجاء المدينة، إلى جانب تنفيذ أعمال المحطات ضمن المشروع.