قررت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض البدء في تأسيس شركة استثمارية خاصة بتطوير منطقة الظهيرة، وذلك ضمن برنامج الهيئة لتطوير وسط المدينة، وتطوير اتصال البيئة العمرانية الحضرية بين منطقة قصر الحكم، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
تحتضن منطقة الظهيرة فرصاً استثمارية عالية بحكم موقعها المركزي وتوسطها المركز الإداري الرئيسي للمدينة، حيث ستكون هذه المنطقة في حال تطويرها مكاناً ملائماً للعديد من الأنشطة الحضرية الرئيسية المركزية، ومن أهمها: مقار كبرى الشركات والبنوك، وأسواق عالية المستوى، ووحدات سكنية عالية المستوى، وشبكة من الساحات المفتوحة وممرات المشاة التي تربط أجزاء المنطقة ببعضها.
تقع الظهيرة في قلب مدينة الرياض، ويحدها من الشمال شارع الإمام فيصل بن تركي ومن الجنوب شارع الإمام تركي بن عبدالله، ومن الشرق شارع الملك فيصل، ومن الغرب طريق الملك فهد، وتغطي مساحة قدرها 800 ألف متر مربع، وتحيط بالمنطقة من جميع الاتجاهات طرق رئيسة تزدهر على جوانبها الاستعمالات التجارية، وتقوم عليها بعض أبرز المراكز التجارية في المدينة.
كما يحدّ منطقة الظهيرة شمالاً منشآت مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي يشمل عدداً كبيراً من المؤسسات الثقافية الوطنية على مستوى المملكة، تقدم خدماتها لسكان المدينة عموماً، من حدائق مغلقة ومفتوحة، وتكوينات، وممرات مشاة، وتجهيزات وخدمات عالية الكفاءة، فيما تمثل حديقة الفوطة جواراً مفتوحاً يمتاز بكثافته الخضراء، تقدم خدمة خاصة للجوار المحيط بها.
أما الجهة الجنوبية للمنطقة، فتقدم جواراً مميزاً يتمثل في منشآت منطقة قصر الحكم، التي تختلف في طبيعتها ووظيفتها عن مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، حيث تغلب عليها الميادين المتصلة بشبكة مميزة من ممرات المشاة، تنتصب بينها أهم مؤسسات المدينة الوظيفية والإدارية، وفي مقدمتها قصر الحكم.
وإلى الجنوب من منطقة الظهيرة، توجد نخبة من المؤسسات الخدمية الكبرى والميادين والساحات والمتنزهات، ضمن نسيج عمراني متصل عالي التجهيز، أهمها: المحكمة العامة، والمحكمة الجزائية قريباً إن شاء الله، وجامع الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وميدان دخنة، وسوق الزل، ومتنزه سلام.
فضلاً عن الجوار الحضري الثري للمنطقة، والأنشطة المختلطة الكثيفة التي تحيط بها، فإن المنطقة تحتضن في داخلها جانباً كبيراً من النشاط التجاري المزدهر في وسط المدينة، خصوصاً في شوارع: الظهيرة، آل سويلم،العطايف. ويمتاز هذا النشاط التجاري بتخصصه الذي مازال يحتفظ بقدرات تنافسية على مستوى المدينة، وبالأخص في كل من قطاعات: تجارة الألعاب، المفروشات، الأدوات المكتبية والقرطاسية، تجارة الملابس بالجملة.
يهدف المشروع إلى إحداث مستوى من التطوير الحضري في منطقة الظهيرة، يتناسب مع المستوى الحضري الذي تتمتع به منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ويؤدي إلى اتصال البيئة العمرانية الحضرية في المنطقتين عبر منطقة الظهيرة، ويكون في مجمله محققاً للرؤية العامة لتطوير وسط المدينة، التي وضعها المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض الذي أعدته الهيئة العليا لتطوير الرياض.
تشكل منطقة الظهيرة حالياً نسيجاً عمرانياً تقليدياً، مكوناً من عدد كبير من الملكياتوالحيازاتالفردية الصغيرة التي تعاني من حال تدهور حادة، وتشتهر بأزقتها الضيقة التي تزيد من صعوبة الوصول إلى أجزائها المختلفة، إضافة إلى صغر العقارات والملكيات في المنطقة، وتدني مستوى الخدمات والمرافق العامة فيها، وعدم ملاءمة ضوابط التطوير الحالية للظروف المستجدة في المنطقة.
لذلك يتطلب تطوير هذه المنطقة منهجاً جديداً، يستفيد من نجاحات المشاريع التطويرية التي تم تنفيذها في وسط الرياض، من حيث جودة التصميم والتنفيذ.
وقد وضع عدد من الأسس لتطوير هذه المنطقة، تضمنت عدداً من العناصر من أبرزها:
بهدف تطوير النسيج العمراني في منطقة الظهيرة والرقي به إلى مستوى التطوير في كل من منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، قررت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض البدء في تأسيس شركة استثمارية خاصة بتطوير منطقة الظهيرة، وذلك ضمن برنامج الهيئة لتطوير وسط المدينة.
وسيتضمن نشاط الشركة إعادة تطوير المنطقة بالكامل، وتأمين الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وإعادة بيع الأراضي للمستثمرين من أفراد ومؤسسات وشركات، وتطوير أجزاء من المنطقة، وسيتم التخطيط والتطوير تحت إشراف الهيئة مباشرة.