عقدت اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية اجتماعها التاسع برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وذلك مساء الثلاثاء الثاني من ربيع الثاني 1429 هـ، في مقر الهيئة في حي السفارات، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة.
استعرض الاجتماع سير العمل في مشروع تطوير الدرعية التاريخية، وما تضمنه من مشاريعفي حي الطريف تمَّ الانتهاء من جزء منها، بينما يجري تنفيذ الجزء الآخر وتصميمه، إلى جانب مشاريع حيالبجيريالتي تضم إنشاء (مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب) وتطوير منطقة الحي المركزية وإعادة تأهيل مسجدالظويهرة، متطرقاً إلى الاعتبارات البيئية لمشاريع الطرق والمرافق ضمن البرنامج، وخطة الإدارة والتشغيل، ومنهجية التعامل التي وضعتها الهيئة لتطوير حي الطريف؛ لما يكتنفه من أهمية تراثية وتاريخية.
تتجزأ الخطة التنفيذية في مشروع تطوير الدرعية التاريخية إلىجزئينرئيسيين، هما: مشاريع حي الطريف، ومشاريع حيالبجيري.
وتنقسم مشاريع حي الطريف إلى مشاريع تمَّ الانتهاء منها، وأخرى تحت التنفيذ، ومشاريع تحت التصميم يُعدّ لطرحها في منافسة للتنفيذ خلال العام الحالي إن شاء الله.
أما مشاريع حي الطريف التي تم الانتهاء منها فتتضمن: مشروع التوثيق البصري والمساحي لكل العناصر المعمارية والمنشآت القائمة في حي الطريف، بينما تشمل المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها حالياً كلاً من:
أما مشاريع حي الطريف التي تخضع لمرحلة التصميم تمهيداً لطرحها في منافسة للتنفيذ خلال العام الحالي بمشيئة الله؛ فتشمل:
مشاريع حيالبجيريضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، تشمل تأسيس (مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب) وهي هيئة علمية معنية بتقديم تراث الشيخ العلمي والفكري، والعناية بمدرسته الفكرية، والاهتمام بالدراسات العقدية والدعوية المتخصصة، وخدمة الباحثين في مجالها، وتحمل المؤسسة أبعاداً ثقافية عالمية في التواصل الفكري، والاهتمام بالدعوة.
وبهدف جعلها نقطة انطلاق لزوار الدرعية التاريخية عموماً؛ ستشغل المنطقة المركزية في حيالبجيريمعظم الأجزاء المتبقية من الحي، وسيجري من خلال عناصرها الوظيفية تقديم الخدمات المختلفة لزوار الدرعية.
وتشتمل المنطقة المركزية على عدد من العناصر العمرانية، التي يتناسب تصميمها مع الطابع التراثي التاريخي للدرعية، وتكوين حيالبجيري، والخدمات التي سيقدمها للزوار. وتشمل هذه العناصر: الساحة الرئيسية، ومركز الإرشاد السياحي، ومتنزه الدرعية.
أما مسجدالظويهرةفسيكون – بمشيئة الله – أحد مشاريع الحي أيضاً، وذلك من خلال ترميم المسجد وتأهيله وفق منهج علمي متبع لدى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في ترميم المنشآت الأثرية، تمهيداً لتهيئته لإقامة الصلوات فيه.
تتعدد مشاريع الطرق وشبكات المرافق العامة ضمن الخطة التنفيذية لبرنامج تطوير الدرعية التاريخية، وذلك تبعاً لتعدُّد احتياجات البرنامج ومتطلباته، وتنقسم هذه المشاريع بين مشاريع يجري تنفيذها حالياً، وأخرى لا تزال في مرحلة التصميم تمهيداً لطرحها للتنفيذ لاحقاً بمشيئة الله.
وقد جرى تصميم هذه الطرق والمرافق وفقاً للاعتبارات البيئية للدرعية التاريخية، وقيمتها التاريخية التراثية، والتصميم المعماري لها، وأهداف الخطة التطويرية.
وتشمل المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً كلاً من:
أما مشاريع الطرق وشبكات المرافق العامة التي يجري تصميمها حالياً؛ فتشمل: (جسر الشيخ محمد بن عبد الوهاب) والذي سيجري إنشاؤه بمواصفات حديثة بحيث ينطلق من حافةالبجيريإلى مدخل الطريف، وقد اعتبر في تصميمه موقع مركز الزوَّار في حي الطريف، وحركة الزوَّار، والنواحي التاريخية والبصرية.
يجري العمل على وضع خطة الإدارة والتشغيل، بحيث تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أعمال التخطيط والتنفيذ، والتشغيل والصيانة، بينما تتولى الهيئة العليا للسياحة والآثار تشغيل حي الطريف وإدارته، واستقطاب الاستثمارات الاقتصادية والسياحية لكامل الدرعية التاريخية.
نظراً لأهمية حي الطريف التراثية والتاريخية، ولأنَّ هذا النوع من المواقع يتطلَّب أُسساً خاصة للتطوير؛ فقد جرى وضع منهجية علمية ترسم كيفية التعامل مع المباني بصورة تتماشى مع المواثيق العالمية للتطوير والحفاظ على المواقع التراثية، حيث جرى إعداد (منهجية التعامل مع حي الطريف) لتكون مرجعاً للتطوير في هذا الحي.
وتتمثَّل أبرز مكوِّنات ومعالم هذه المنهجية فيما يلي:
سار برنامج تطوير الدرعية بمنهجية ثابتة في تعامله مع العناصر الموجودة في الحي، وتنطلق هذه المنهجية مما يمثله الحي من أهمية خاصة نظراً إلى بعده التاريخي والأثري.
وتتضمن هذه المنهجية: التعريف بالحي في حدود الرقعة الجغرافية المحددة التي اكتسبت أهميتها من كونها عاصمة الدولة السعودية الأولى، وأساليب الحياة والثقافة ومنظومات القيم والأعراف والتقاليد التي ضمَّها الحي.
كما تتضمن هذه المنهجية: التعامل مع الواقع التاريخي وفترات الازدهار والاندثار التي تعاقبت على الحي وعناصره المعمارية، بدءاً من نشأته في عهد أمراء آل مقرن، ومروراً بفترة الازدهار في عهد الدولة السعودية الأولى، ثم تدمير الدرعية، وانتهاءً بفترة الإعمار الجزئي في الستينيات الهجرية من القرن الماضي، ومن ثم قرارات وأنظمة الحماية التي صدرت من أجل الحفاظ على الحي وإعادة دوره بوصفه رمزاً تاريخياً ثقافياً.
وتأسيساً على ذلك فقد جرى الاصطلاح على أن اسم «الطريف» يطلق على كامل التطوير الذي يتم في الحي، والذي يشمل المعالم الأثرية والبيئة الطبيعية، والفعاليات والأنشطة والعروض التي تتناول التاريخ والثقافة والعادات، على اعتبار أن «الطريف» له خصوصيته وامتيازه في الفلسفة والتطوير والأهداف بما يضفي عليه تفرداً في الاسم وتميزاً في المحتوى.
تضمنت منهجية التطوير تقسيم الحي إلى مناطق عمل ذات خصائص تاريخية ووظيفية، جرى من خلالها تقسيم حي الطريف إلى أربعة أقسام بناءً على الاستخدام التاريخي والوظيفي للحي، وذلك بوصفه مدخلاً لتحليل الاستخدام الأمثل لكل قسم من هذه الأقسام وتحديدها.
أكدت نتائجالمسوحاتالتي أجريت والتنقيبات الأثرية التي تمت على بعض العناصر ضرورة القيام بأعمال التنقيب الأثري للمباني البارزة في حي الطريف؛ للتأكد من أصالتها وتماشياً مع المواثيق العالمية في هذا الشأن بما يضفي مصداقية على كامل المشروع، ويتمثل ذلك في توسيع نطاق الحفر الأثري وما يتبعه من دراسات متعمقة، وهذا يعني القيام بنشاط إضافي وإضافة مهام جديدة لبرنامج تطوير الدرعية، ويعد ذلك من أهم الأعمال نظراً إلى كونها الأساس الذي يتم الانطلاق منه نحو إعداد وثائق تصميم صادقة ومطابقة لواقع الحي الأصلي.
نتيجة لذلك فقد اعتمد برنامج تطوير الدرعية التاريخية القيام بأعمال التنقيب الأثري للعديد من القصور والمباني والمعالم المهمة، مثل: الوحدتان الخامسة والسادسة من قصر سلوى وقصر إبراهيم بن سعود وقصر فهد بن سعود وقصر فرحان بن سعود وقصر مشاري بن سعود وقصر تركي بن سعود، إضافة إلى المنطقة الواقعة بين قصر سلوى وجامع الإمام محمد بن سعود ومنطقة «قوع الشريعة» وأي أعمال أخرى قد تظهر مستقبلاً؛ للتأكد من أصالة هذه المباني.
وسيجري التعامل مع نتائج أعمال التنقيب وفقاً لعدة عوامل، منها: وظيفة المبنى وأهميته وحالته الراهنة.
لذا تعمل اللجنة العليا لتطوير الدرعية على إنهاء عناصر ومشاريع الخطة التنفيذية لبرنامج تطوير الدرعية التاريخية حسب منهجية التعامل مع حي الطريف، وإعطاء الوقت الكافي للانتهاء من هذه الأعمال، وتضمين ذلك في الجدول الزمني الكلي لبرنامج تطوير الدرعية التاريخية.