مرحلة جديدة من تحمل مجتمع الرياض لمسؤولياته الاجتماعية شهدها قصر الحكم في الرياض صباح الإثنين 25 محرم 1430 هـ، تمثلت في تلاحم فئات هذا المجتمع الممثلة في كل من القيادة والأجهزة الحكومية والقطاع الخاص، في المبادرة بالتبرع لمشروع واحة الأمير سلمان للعلوم الذي من المؤمل أن يكون إحدى المنارات العلمية الرائدة في المدينة وأحد معالمها العمرانية. هذا اللقاء الذي أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بنعبدالعزيزأمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم حفظه الله؛ جمعت خلاله تبرعات لتجسيد مشروع الواحة على أرض الرياض، بلغت أكثر من 300 مليون ريال.
لم يشأ اللقاء التعريفي الذي شهده قصر الحكم لمشروع واحة الأمير سلمان للعلوم؛ أن ينتهي دون أن يحقق الغاية التي عقد من أجلها، والمتمثلة في توفير المبالغ اللازمة لتجسيد مشروع الواحة على أرض الواقع في المدينة، فقد شهد اللقاء تسابق أهل الرياض في المبادرة بالتبرع للمشروع الذي تشرف عليه مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، والذي من شأنه المساهمة في رعاية الأجيال الناشئة، وزيادة وعيها وتثقيفها لتواكب ركب الحضارة وتكون دعامة المستقبل، فضلاً عن تنميته لموارد مدينة الرياض السياحية، وتطوير مرافقها، وتعزيز دورها بوصفها حاضنة للصناعات المعرفية ومرافق البحث العلمي.
اللقاء التعريفي شهد كلمة توجيهية ألقاها راعي اللقاء حفظه الله، حث فيها رجال الأعمال والميسورين على التبرع للأعمال الخيرية التي يكون فيها نفع للمواطنين، قائلاً: «إن رجال الأعمال والميسورين إذا دُعوا للتبرع لأي عمل خيري وكانوا واثقين من حسن تصرف الجهة التي تأخذ تبرعاتهم؛ فلن يترددوا في التبرع لعلمهم أن تبرعاتهم سوف تستثمر في مشاريع يستفيد منها المواطنون، معرباً عن شكره للمتبرعين للمشروع.»
وبدوره ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس المجلس التنفيذي لواحة الأمير سلمان للعلوم؛ كلمة شرح فيها أهداف إقامة هذه الواحة وفائدتها المرجوة ودورها العلمي بوصفها استثماراً وطنياً وتعليمياً واقتصادياً لأفراد المجتمع كافة، لما سيتوفر فيها من عناصر تسهم في تشجيع الشباب على اكتشاف العالم واختيار مسارات حياتهم المستقبلية، ودفعهم إلى الوعي بأهمية العلم في بناء الأمم، وتوعيتهم بسبل استغلال موارد الأرض الاستغلال الأمثل لها حتى ينعم بها البشر جميعاً.
في غضون ذلك عبر عن بالغ شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حفظه الله على رعايته اللقاء، مثمناً دعم سموه ومساندته للجهود المبذولة لتجسيد مشروع الواحة على أرض الواقع، حيث يأتي ذلك ضمن اهتمامه حفظه الله بكل ما من شأنه رعاية الأجيال الناشئة، وزيادة وعيها وتثقيفها لتواكب ركب الحضارة وتكون دعامة المستقبل، كما يأتي ذلك ضمن حرص سموه الكريم على تنمية الموارد السياحية في مدينة الرياض، وتطوير مرافقها، وتعزيز دورها بوصفها حاضنة للصناعات المعرفية ومرافق البحث العلمي.
وأوضح رئيس المجلس التنفيذي لواحة الأمير سلمان للعلوم، أن الواحة إلى جانب كونها وجهةَ ومعلماً بارزاً يقصده سكان مدينة الرياض وزوارها لقضاء أوقات ترويحية، فإنها تؤسس لعلاقة مباشرة بين الثقافة المحلية المعتمدة على التعاليم الإسلامية والاجتماعية في المملكة، والطرق الفاعلة المرنة للتعايش مع الظروف البيئية لمنطقتنا، بما يسهم في تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد الأرض.
وبين أن الواحة تهدف إلى التعريف بما وصل إليه العالم من تقدم علمي وتقني في صنوف شتى من العلوم، ودور العلماء المسلمين في هذا التطور العلمي، لتكون بذلك بمنزلة حلقة وصل تربط التراث العلمي الإسلامي بالصناعات الحديثة، منوهاً بأسلوبها في تناول موضوعاتها، بتطبيقها مفهوم «التعليم بالترويح» وطرحها قضايا العلم بأسلوب يحرك الخيال، مسخرة في سبيل ذلك التقنيات الحديثة للتعريف بالظواهر والقوانين العلمية التي أوجدها الله- جلوعلا – في الكون، وسط بيئة تفاعلية تدمج الزائر بالمعروضات لترسخ المعلومات في ذهنه.
اللقاء الذي شهد عرضاً لمجسم الواحة، تضمن مكونات المشروع وأهدافه كافة؛ أثمر في ختامه عن إطلاق حملة تبرعات سخية للمشروع، بلغت قيمتها أكثر من 300 مليون ريال، وكان من أكبر المتبرعين شركة أرامكو السعودية وشركة سابك وشركة الاتصالات السعودية ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم والغرفة التجارية الصناعية في الرياض وشركة سعودي أوجيه، حيث عبر رئيس المجلس التنفيذي لواحة الأمير سلمان للعلوم عن ثنائه على المساهمات السخية المقدمة من الشركات ورجال الأعمال والمواطنين المتبرعين لمشروع الواحة والداعمين له، مشيداً بجهود الشركاء جميعهم في تنفيذ المشروع الذي من المنتظر توقيع عقد إنشائه ورعاية وضع حجر الأساس له، خلال الشهرين المقبلين بإذن الله.
وسيشيد مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم- بمشيئةالله – على الأرض الواقعة على طريق الملك عبدالله في الناحية الشمالية الغربية من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، عقب موافقة المقام السامي على تخصيص الأرض للواحة بمساحة تبلغ 200 ألف متر مربع، وهو ما يساهم في تأسيس الواحة في موقع متميز يجاور عدداً من كبرى الصروح العلمية والتقنية، ومراكز البحث العلمي في المدينة، من بينها (مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، ووادي الرياض للتقنية، ومجمع تقنية المعلومات والاتصالات).
وفي الوقت الذي تشرف فيه مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم على المشروع؛ تشارك مجموعة من الجهات في تنفيذه، وهم مدينة الملكعبدالعزيزللعلوم والتقنية، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وأمانة منطقة الرياض، بينما يحظى المشروع بدعم كل من وزارة التربية والتعليم، وجامعةالملكسعود.
وقد اكتملت أعمال التصاميم المعمارية للمشروع ووثائقه التنفيذية، بإشراف من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بناءً على مذكرة تفاهم موقعة بين الهيئة ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، تتولى بموجبها الهيئة العليا أعمال الإدارة والإشراف على تنفيذ المشروع، وعلى ضوء ذلك جرى دعوة 15 مقاولاً لتقديم عطاءاتهم لتنفيذ المشروع، وتم اختيار العطاء الأفضل بعد دراسة وتحليل العروض المقدمة للمنافسة من الناحيتين المالية والفنية.
وتنطلق الفكرة التصميمية للمشروع من جعل المبنى عنصراً تعليمياً تفاعلياً بحد ذاته، يكمل ما يعرض داخله، بحيث يشكل المبنى مثالاً حياً للعمارة المتناغمة مع الطبيعة.
ويتكون تصميم المبنى من سقف ضخم يربط عناصر المشروع جميعها، ينتصب في وسطه برج للطاقة بارتفاع 80 متراً لتوليد الكهرباء لتشغيل المعروضات، بينما يخترق السقف فتحة للداخل لتجميع مياه الأمطار وكونه عنصراً مشوقاً للزوار.
تتعدد عناصر مشروع واحة الأمير سلمان إلى عدة أجزاء تشمل:
وتهدف القاعات السبع إلى نقل رسائل ومفاهيم ومعلومات متعددة تختص بموضوع القاعة، وتكون على النحو التالي:
وفي الإطار ذاته، جرى إعداد المخططات والتصاميم الخاصة بفروع واحة الأمير سلمان للعلوم في أحياء مدينة الرياض، وتمّ تسليم المواقع للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من أعمال المشروع والتي اشتملت على إنشاء فرع لواحة العلوم في كل من حيي السويدي والتعاون، وقد تم البدء بأعمال التسويات في الموقعين.